17 - 07 - 2024

عجاجيات | شيرين حية وميتة ترعب اسرائيل

عجاجيات | شيرين حية وميتة ترعب اسرائيل

حاولت حكومة اسرائيل جاهدة التنصل من قتل الاعلامية شيرين ابو عاقلة وروجت انها قد تكون قتلت برصاصة فلسطينية.. إسرائيل التى ارتبط تاريخ حكوماتها وقادتها بالمجازر ضد الشعب الفلسطينى فى دير ياسين وغزة وصبرا وشاتيلا وبيروت والقدس.. إسرائيل التى قصفت طائراتها مدرسة للاطفال فى بحر البقر بمحافظة الشرقية فى مصر.. إسرائيل التى حرقت من قبل المسجد الاقصى وتحاول جاهدة تدنيسه وتهويده.. إسرائيل التى تحاول الاستيلاء على منازل الفلسطينيين فى الشيخ جراح.. إسرائيل البريئة جدا حاولت التنصل من اغتيال شيرين أبو عاقلة وهى تؤدى واجبها كمراسلة إعلامية لقناة الجزيرة.

وجاءت جنازة شيرين لتكشف عن الوجه القبيح لاسرائيل وجيشها وأمنها، ولتكشف مدي حقدها على شيرين حية وميتة، ولتكشف مدي خوفها ورعبها من شيرين حية وميتة، العالم كله - باستثناء الرئيس الامريكى بايدن - رأى الجنود الاسرائيليين وهم يعتدون على نعش شيرين ويحاولون بإصرار اسقاطه لولا صمود من يحملونه.

تابعت صلوات الغائب التى نظمها المسلمون فى أماكن كثيرة على روح الشهيدة شيرين الفلسطينية المخلصة لوطنها، وترحمت مع مئات الألوف من أصحاب البوستات الذين ترحموا على شيرين، ودعوا الله سبحانه وتعالى ان يسبغ عليها رحمته ويدخلها جنته.

وتألمت لأصحاب القلوب الغلف وأصحاب الفهم الخاطئ والمغلوط للدين الاسلامي السمح، والذين استنكروا الترحم على شيرين بدعوى أنها مسيحية وليست مسلمة، ونسى هؤلاء أو تناسوا ان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقف احتراما لجنازة المسيحى واليهودي، بل إنه صلى صلاة الجنازة على واحد من كبار المنافقين، لأنه ببساطة كان قرآنا يمشى على الأرض، ولأنه أرسل رحمة للعالمين، أكرر رحمة للعالمين.

حزنت أن البعض ركز على أصحاب الأصوات الشاذة وحاول، بقصد أو بدون قصد، الإساءة للاسلام وهو برئ من تلك الأصوات التى تعبر عن غلظة القلب.. وللأسف الشديد فإن مثل تلك الآراء الشاذة تصدر من اشخاص ينتمون لكل الأديان، مما يعبر عن جهلهم بحقيقة تلك الاديان.. وحزنت أن شخصية يفترض أن لها وزنها تنتمى لدين سماوي نبيه اشتهر بالسماحة والرحمة والبر بوالدته، توعد الدكتور محمد مشالى طبيب الغلابة-  الذى عاش حياته خادما للمرضى (مسلمين ومسيحيين) لوجه الله وإخلاصا لواجباته كطبيب- توعده بدخول جهنم بدعوي أنه لا ينتمى لدين معين!

ما أثق فيه أن مصر الحضارة ، مصر التى يتدفق نهرها عذبا، مصر الحاضنة المضيافة بخير وستظل بخير.. وسيظل أبناؤها من مسلمين ومسيحيين يتراحمون ويترحمون على الشهداء الذين ضحوا من أجل اوطانهم وأخلصوا لواجباتهم.
------------------------
بقلم: عبدالغني عجاج

مقالات اخرى للكاتب

عجاجيات|